انت ليه بتكره (الإسلاميين).....؟!!
بداية انا معترض على المصطلح دة....(إسلاميين)..!!
لو كنت بتقصد (الإخوان المسلمين) و (السلفيين) ياريت تختار مصطلح لوصفهم من المصطلحين دول:
اما (المتأسلمين) او (تيارات الإسلام السياسي)..
اما (اسلاميين) فهو مصطلح غير دقيق...كل المسلمين إسلاميين...!!
طيب....انت ليه بتكره (المتأسلمين)......؟!!
انا لا اكرههم...و لكني اختلف معهم في الأسلوب و الطريقة و المذهب السياسي....
فقط اختلاف سياسي و ليس اختلاف ديني او عقائدي..
و بتختلف معاهم في ايه....؟!!
بداية:
انا ضد دخول الدين في السياسة...لأن التداخل بين الدين و السياسة يفسدهما معا.
السياسة لعبة قذرة و اساليبها و حيلها حقيرة و دنيئة بينما الدين شيء مقدس لا يجب ان يتم تلويثه بالسياسة و قذارتها.
و بالتالي فأنا ضد تلويث الدين و اللعب بورقة الدين فوق موائد السياسة..
ثانيا:
هذه الجماعات او معظمها على الأقل يستغل ظروف اغلب افراد الشعب المصري من فقر و جهل و قلة وعي و يلعب على عاطفة (التدين) لديهم..!!
بمعنى ايه.....وضح هذه الفكرة...!!
غالبية افراد الشعب المصري من غير المثقفين....
و نسبة كبيرة من افراد هذا الشعب (أميون)....
و لقد تعمدت حكومات مصر منذ 1952 الا تنهض بفكر و وعي و ثقافة الشعب المصري لغرض غير خاف على اي مبصر و هو تأمين انفسهم و المحافظة على كراسيهم..
نفس فكر العثمانيين و من بعدهم الإنجليز في حكم مصر...
فما اسهل ان تحكم امة من الجهلاء..تستطيع ان تسوسهم بكل سهولة و كيفما شئت...
اما ان تحكم امة واعية...مثقفة...فهذا شيء متعب للغاية خاصة اذا كانت انظمة الحكم هذه غير شرعية بالأساس و الفساد هو منهج حكمها..
تيارات الإسلام السياسي استطاعت ان تلعب على هذا الوتر...
وتر (الجهل) و (الفقر) و (التخلف) الذي تعاني منه اغلبية هذا الشعب لتوهمهم ان التصويت لهم من الدين...!!
و ان انتخاب هذه التيارات من تعاليم الإسلام...!!
و ان من يختارهم فقد اختار (الدين) ....!!
من منا ينسى مهزلة استفتاء 19 مارس 2011 عندما روج بعض مشايخ السلفية لفكرة ان اختيار (نعم) هو اختيار للدين و الإسلام و ان اختيار (لا) هو اختيار العلمانيين و كارهي الإسلام..!!
بس مش كل التيارات الإسلامية بتستعمل نفس الإسلوب دة....
فعلا....دة صحيح.
الإخوان المسلمين يختلفون عن التيارات السلفية
صحيح ان كلهم يشتركون في لعبهم على وتر (الدين أفيونة الشعوب)
الا ان الإخوان اكثر خبرة في السياسة...و قدرة على تقبل الأخر....و مرونة في الفكر....و القدرة على الحوار و النقاش مع المختلفين معهم.
اما اغلب التيارات السلفية فهي حديثة العهد بلعبة السياسة...غير قادرين او (متقبلين) للحوار و التحاور....لهجتها (فظة) بشدة...
طريقة تعاملهم مع (الأخر) في حاجة الى اعادة نظر...
متخيلين انهم وحدهم من يمتلكون (توكيل) الدين...
و ان غيرهم من (المسلمين) ناقصي الدين...!!
فإذا كان هذا فكرهم تجاه (المسلمين) فماذا سيكون فكرهم تجاه (غير المسلمين)..؟!!
اذن لا يوجد لديك مشكلة في ان يحكم مصر (الإخوان المسلمين) و انما مشكلتك مع السلفيين...؟!!
بداية...انا ضد استخدام الدين في لعبة السياسة بشكل عام...
الا انه و اذا كان لابد من الحكم الديني...فأخف الضررين هو (الإخوان المسلمين) بالطبع
للأسباب السابق ذكرها
و ان كانت جماعة الإخوان المسلمين تفرض على اعضائها (الطاعة) بل (الطاعة العمياء)..!!
فما يقرره مكتب الإرشاد بمثابة (قانون) ...على كل اعضاء الجماعة الإلتزام به..و لا يجوز مناقشته او الخروج عنه..!!
و هذا ما يضرب مبدأ الديمقراطية في (مقتل)...!!
و لكن الإخوان و السلفيين سيحكمون مصر خلال الفترة القادمة..هذا امر واقع..فماذا ستفعل..؟!!
كوني ليبراليا...فهذا بفرض علي احترام اختيار الشعب..حتى و ان كنت ارى ان الشعب لم تتهيأ له الظروف المناسبة للإختيار الأصوب..!!
و لكنه قد اختار بالفعل...و هؤلاء هم من سيمثلونه...
اذن لابد ان نتعامل معهم...هذا امر واقع..
و لكننا سنتعامل معهم كتيار سياسي يحكم...
و بما انه تيار سياسي فهو قابل للنقد...و المناقشة...و الإختلاف معه.
لابد ان يدركوا انهم (سياسيون) و ليسوا (كهنة)...!!
لابد ان يتخلوا عن فكرة انهم يمتلكون (مفاتيح الجنة)..و ان من معهم فهو (مؤمن) و من ضدهم فهو (كافر)...!!
لابد ان يتخلوا عن فكرة (صكوك ) الجنة و النار التي يوزعوها على الجميع..!!
ماذا تتوقع و تتمنى خلال المرحلة القادمة و التي ستشهد بروز تيارات الإسلام السياسي على الساحة ؟
بالنسبة للتمني...
اتمنى ان تعمل هذه التيارات لصالح مصر في المقام الأول و الأخير...
اولويات المرحلة القادمة واضحة للعيان..و لا تحتاج الى اية خبرة سياسية لإدراكها..
الأمن.....الإقتصاد.....توفير وظائف عمل لملايين الشباب العاطلين....دستور جديد لمصر يواكب التطور الديمقراطي و يحترم تضحيات المئات ممن استشهدوا من اجل مصر.
دستور يدرك طبيعة المجتمع المصري التعددية ....دستور لا يهمش أحدا و لا يتجاهل فصيل او فكر موجود داخل المجتمع المصري.
هذا عن التمني.......
اما عن التوقع فشيء أخر تماما للأسف الشديد
اتوقع اهتماما اكبر بأشياء مثل (مايوهات) السائحات....و (الفيديوكليب) و (الأعمال السينمائية) و التفتيش في النوايا و الضمائر و العقائد...!!
تشريعات لا تحد من الطائفية و التمييز بل تعمقها اكثر...
للأسف ....للأسف الشديد هذا ما اتوقعه و ان كنت اتمنى من كل قلبي ان اكون مخطئا في توقعي..او ان تكون نظرتي (السوداوية) لا أساس لها من الصحة.
طيب..ما نجربهم ال 4 سنوات اللي جاية...فإذا خرجوا عن النص او حادوا عن الطريق الصحيح فسيسقطهم الشعب و يختار غيرهم..
نظريا دة كلام سليم....
بس دة بفرض ان الشعب اختارهم من الأساس على اساس برنامجهم السياسي...!!
الشعب اختارهم اعتقادا منه ان هؤلاء هم من يحملون معهم (مفاتيح الجنة)...!!
و ان اختيار هؤلاء هو اختيار للدين..و ان اسقاطهم هو بمثابة (خروج) عن الدين..!!
و بالتالي ...
فالعقيدة عند هؤلاء هي ان هؤلاء يمثلون الإختيار الإسلامي الصحيح (في ظل جهل الغالبية العظمى من الشعب بالديمقراطية و اصولها)
و بالتالي فهذه التيارات في نظر مؤيديها هي تيارات دينية و ليست سياسية و بالتالي فهي غير قابلة للإسقاط لأن ببساطة فإن اسقاطها بمثابة اسقاط للدين..!!
و لكن التحرير موجود...فإن حادوا عن الطريق الصحيح للديمقراطية...فالحل في التحرير...
في هذه الحالة سيكون التحرير ليس ساحة للثورة...بل ساحة (للحرب الأهلية)..!!
هذه التيارات لها انصارها و متعصبيها كما هو واضح من نتيجة الإنتخابات و من قبلها نتيجة استفتاء التعديلات الدستورية
و هؤلاء الأنصار يشترط فيهم الطاعة العمياء...فالأهم ههي الطاعة...و ما يصدر عن قادة هذه الجماعات و التيارات هي بمثابة الأوامر التي لا ترد و لا تناقش من الأساس..!!
و هم يرون -او معظمهم- ان قادتهم و مشايخهم غير قابلين للخطأ..!!
و بالتالي فإذا خرج من هو معترض على سياساتهم او اسلوبهم في ادارة البلاد ...
فسيخرج ايضا قوى مضادة تشيد بحكمهم و سياساتهم و هنا ستحدث المواجهة التي نأمل الا تحددث يوما ما.
انت سودتها خالص......طيب ايه الحل....؟!!
الحل في الديمقراطية...
اي ان علينا ان نتقبل وجود هذه التيارات في البرلمان بإعتبارها الممثل الشرعي للشعب المصري طبقا لصناديق الإقتراع..
و ان نتمنى لهم التوفيق في اداء دورهم الوطني في هذه المرحلة الصعبة في تاريخ مصر..
و الا نبخل بالمساعدة في تحقيق نهضة مصر السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و كل المجالات.
و ان نمارس دورنا كمعارضة حقيقية وطنية تراقب و تحاسب و تعارض ما قد يصدر من قرارات و تشريعات تستحق النقد و المعارضة.
فقط نطلب منهم ان يضعوا مصر نصب أعينهم...و ان يحترموا و يستمعوا للأخر..ايا كان هذا الأخر يختلف عنهم سياسيا او دينيا .
و ان يتخلوا عن فكرة كونهم هم المسلمون و ان غيرهم من المسلمين ممن يختلف معهم سياسيا هو مسلم (منقوص الأيمان)..!!
عليهم ان يدركوا انهم تيار سياسي -فقط- تيار سياسي..
قابل للنقد و الخلاف معه...قابل للجلوس على مقاعد السلطة و قابل للخروج منها
نطالبهم بانتخابات ديمقراطية و هم على سدة الحكم..و الا تكون انتخابات 2011 هي اول و اخر انتخابات ديمقراطية حرة في مصر..
من الأخر:
علينا ان ننتظر و نرى ماذا تخبىء لنا الأيام